ولد في 13 شوال 1306 هـ الموافق 14 جوان عام 1889م في بلدية أولاد ابراهم بولاية برج بوعريريج. تلقى تعليمه الأوَّل على والده وعمه؛ فحفظ القرآن ودرس بعض المتون في الفقه واللغة. براس الوادي غـادر الجزائر عام 1330 هـ الموافق 1911 ملتحقاً بوالده الذي كان قد سبقه إلى الحجاز، وتابع تعليمه في المدينة، وتعرف على الشيخ ابن باديس عندما زار المدينة عام 1331 هـ الموافق1913، وغادر الحجاز عام 1335 هـ 1916 قاصداً دمشق،
حيث اشتغل بالتدريس، وشارك في تأسيس المجمع العلمي الذي كان من غاياته
تعريب الإدارات الحكومية، وهناك التقى بعلماء دمشق وأدبائها الذين ذكرهم
بعد ثلاثين سنة من عودته إلى الجزائر ومن ذلك ما كتب: "ولقد أقمت بين أولئك
الصحب الكرام أربع سنين إلا قليلاً، فأشهد صادقاً أنها هي الواحة الخضراء
في حياتي المجدبة، وأنها هي الجزء العامر في عمري الغامر، ولا أكذب الله،
فأنا قرير العين بأعمالي العلمية بهذا الوطن (الجزائر) ولكن... مَن لي فيه
بصدر رحب، وصحب كأولئك الصحب؛ ويا رعى الله عهد دمشق الفيحاء وجادتها
الهوامع وسقت، وأفرغت فيها مـا وسقت، فكم كانت لنا فيها من مجالس نتناقل
فيها الأدب، ونتجاذب أطراف الأحاديث العلمية..."[1].
في عام 1338 هـ الموافق 1920 غادر الإبراهيمي دمشق إلى الجزائر، وبدأ بدعوته إلى الإصلاح ونشر التعليم الديني في مدينة سطيف، حيث دعا إلى إقامة مسجد حر (غير تابع للإدارة الحكومية). وفي عام 1924 زاره ابن باديس
وعرض عليه فكرة إقامة جمعية العلماء، وبعد تأسيس الجمعية اُختِير
الإبراهيمي نائباً لرئيسها، وانتدب من قِبل الجمعية قيل انها صعبة آنذاك
وهي نشر الإصلاح في غرب الجزائر وفي مدينة وهران
وذلك انها كانت تعتبر معقلاً حصيناً للصوفية الطرقيين، فبادر إلى ذلك وبدأ
ببناء المدارس الحرة، وكان يحاضر في كل مكان يصل إليه تساعده خطابته
وبراعته الأدبية، وقد امتد نشاطه إلى تلمسان والتي يعتبرها الكثيرون واحة الثقافة العربية في غرب الجزائر وقد قامت الفئات المعادية من السياسيين والصوفيين وقدموا العرائض للوالي الفرنسي يلتمسون فيها إبعاد الشيخ الإبراهيمي[بحاجة لمصدر]، ولكن الشيخ استمر في نشاطه، وبرزت المدارس العربية في وهران.
في عام 1939 كتب مقالاً في جريدة "الإصلاح" فنفته فرنسا إلى بلدة أفلو الصحراوية، وبعد وفاة ابن باديس انتخب رئيساً لجمعية العلماء وهو لا يزال في المنفى ولم يُفرج عنه إلا عام 1943، ثم اعتقل مرة ثانية عام 1945 وأفرج عنه بعد سنة. وفى عام 1947 عادت مجلة البصائر
للصدور، وكانت مقالات الإبراهيمي فيها على قدر من البلاغة ومن الصراحة
والنقد القاسي لفرنسا وما يسميهم عملاء فرنسا. يقول عن زعماء الأحزاب
السياسية:
من اليمين إلى اليسار الحاج رابح الجزائري ومحمد البشير الإبراهيمي مع زين العابدين بن الحسين التونسي وأبناؤهم في الأعلى
"ومن خصومها (أي الجمعية) رجال الأحزاب السياسية من قومنا من أفراد
وأحزاب يضادّونها كلما جروا مع الأهواء فلم توافقهم، وكلما أرادوا احتكار
الزعامة في الأمة فلم تسمح لهم، وكلما طالبوا تأييد الجمعية لهم في الصغائر
- كالانتخابات - فلم تستجب لهم، وكلما أرادوا تضليل الأمة وابتزاز أموالها
فعارضتهم"[2].
وكان من المدافعين عن اللغة العربية ففي "البصائر" يقول: "اللغة العربية
في القطر الجزائري ليست غريبة، ولا دخيلة، بل هي في دارها وبين حماتها
وأنصارها، وهي ممتدة الجذور مع الماضي مشتدة الأواصر مع الحاضر، طويلة
الأفنان في المستقبل" [3]. اهتمت "البصائر" بالدفاع عن قضية فلسطين ؛ فكتب عنها الإبراهيمي عديد المقالات.
عاش الإبراهيمى حتى استقلت الجزائر، وأمّ المصلين في مسجد كتشاوة الذي كان قد حُوّل إلى كنيسة، ولكنه لم يكن راضياً عن الاتجاه الذي بدأت تتجه إليه الدولة بعد الاستقلال؛ فأصدر عام 1964 بياناً ذكر فيه: "إن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تنبعث من صميم جذورنا العربية الإسلامية لا من مذاهب أجنبية".
وقيل ان كان قوي الذاكرة حيث ذكر الشيخ علي الطنطاوي أن ركب معه السيارة من دمشق متوجهين إلى القدس
بحضور مؤتمر حول فلسطين ويقول الطنطاوي أني ما ذكرت له بيتا إلا ذكر لي
القصيدة وقائلها حتى أنه بدأ يسمعه مقالات الشيخ التي كان يكتبها في مجلة
الرسالة. وعندما استعجب الشيخ الطنطاوي من حفظه للنثر. أجابه أن لم يحفظها
متعمدا وإنما هو يحفظ كل ما يقع تحت بصره.
تُوفي يوم الخميس في 18 من المحرم 1385 هـ الموافق العشرين من أيار/ مايو عام 1965 عن عمر بلغ 76 سنة